النقد والأيديولوجية – تيرى إيجلتون / ترجمة : فخرى صالح

يعرض «تيري إيجلتون» لمسيرته النقدية وانحناءات هذه المسيرة وتعرجاتها في كتابه «ضد السائد»، ويتتبع مكونات هذه المسيرة النقدية ومحرضاتها وتحولاتها وأشكال علاقتها بكشوفات النظرية الماركسية في الأدب خاصة، وكشوفات النظرية الأدبية الحديثة عامة، ويرى إيجلتون أن النصف الأول من السبعينات قد شهد ولادة جديدة للنظرية الثقافية الماركسية في بريطانيا بتأثير إحياء الفعالية السياسية الجذرية في المجتمع الغربي كله، وقد ولّد هذا الإحياء – بسبب أحداث سياسية بعينها، ومن ضمنها حرب فيتنام، والحركات الطلابية في الستينات وبداية السبعينات أيضاً – اهتماماً بالجدل النظري في صفوف اليسار، وأوجد مناخاً سياسياً عاماً يساعد على تطوير هذا الجدل. يعد هذا الكتاب «النقد والأيديولوجية» الذي ترجمه إلى العربية فخري صالح، وصدر عن دار رؤية للنشر والتوزيع، العمل المركزي في سلسلة الكتب التي ألفها الناقد البريطاني الشهير «تيري إيجلتون» حول مفهوم الأيديولوجية، يتجاوز تعريفها كوعي زائف، كما تواتر في الأدبيات الماركسية التقليدية، فقد بدأ هذه السلسلة عام 1976 بكتيب صغير سماه «الماركسية والنقد الأدبي» ثم أصدر في السنة نفسها كتاب «النقد والأيديولوجية» ليتوج مشروعه الطموح لبناء نظرية لعلاقة النص بالأيديولوجية تربطهما معاً بحقل الإنتاج. والمتابع لعمل إيجلتون في السنوات التالية سيجد أنه ظل في كتبه التالية أسير الرؤية نفسها لم يتجاوزها كثيراً سواء في كتابه التعريفي بالأيديولوجية أو في كتابه «إيديولوجية الجمالي»، إلى جانب عدد آخر من المؤلفات النقدية التي تمزج الرؤية النقدية بالكتابة الموجهة لجمهور أعرض من غير أهل الاختصاص في النقد والنظرية. ورغم مرور أكثر من ربع قرن على صدور الطبعة الأولى من «النقد والأيديولوجية» فإن هذا الكتاب يعد واحداً من العلامات الأساسية لتطور النقد في بريطانيا والعالم الناطق بالإنجليزية.