تفترض هذه الدراسة أن بنية الشيخ والمريد، في حلتها المغربية على الأقل، هي أكثر من نموذج سوسيو – ثقافي محصور بالزمان والمكان، ولئن كان يصطبغ شديد الاصطباغ بجلمة من الخواص لا تنسجم دائما مع معاييرنا العقلانية هنا والآن، فهذا ليس معناه، وبالضرورة، أنه لا يعدو أن يكون قوسان بداخل السيرورة المجتمعية في كليتها. فكل ما يرجح جدا أن يدرجه المفكر العقلاني والباحث الوضعاني بخانة الأنوميات والأنثربولوجية، ننزع بالأحرى إلى اعتباره ثوابت وأنثربولوجية لها هذه القدرة الذاتي الفائقة على معاودة الظهور المنتظم على مسرح الفعل البشري مصحوبة بقدرة موازية على التلاءم مع الأسيقة الثقافية المتعددة التي تجد نفسها بداخلها وفي صلبها. وهذا يعني، فيما يعنيه، أن كل ما تميل المقاربة العقلانية المحض إلى إدراجه بذمة الماضي بخصوص المسلكيات البشرية، إما لما يشوبه من عناصر لاعقلانية، أو لا منطقية أو عتاقية، إنما يحسن التراجع والتخفي المؤقتين لأجل تحقيق قفزات أوثق بعدئذ تمكنه من التسلل إلى الجسد الإجتماعي من مسامه ضمن أوضاع مريحة أكثر وعدوانية أقل. وهو يفعل ذلك إنما يقتفي أثر هذه العودات القوية للقيم الديونيزوسية المثيرة دوما للجدل والمقلقة للأرواح الطيبة من كل طينة.
There are no reviews yet.