الوجه الأخر للمسيح – فراس السواح
د.ك6.000
إن الصورة التي رسمتها التفسيرات الضيقة والأحادية الجانب ليسوع، هي صورة شخصية يهودية أحدثت انقلاباً داخل المؤسسة الدينية اليهودية، من خلال تعاليم ومواقف وأفعال عبرت عن تجاوز الموروث وقادت إلى تشكيل كنيسة مستقلة، على الرقم من بقائها إلى هذا الحد أو ذاك على ارتباط روحي بالتركة التوراتية، من خلال اعتبار كتاب التوراة عهداً قديماً للمسيحية وجذراً لها. المفكر السوري فراس السواح، يتحدى في كتابه الجديد هذه الصورة التقليدية ليسوع، ويرسم صورة وجه آخر للمسيح، وهو المسيح الجليلي الكنعاني الذي نادى برسالة إنسانية شمولية، جاءت منذ البداية في استقلال تام عن اليهودية وعن الوثنية التقليدية للمنطقة. فيسوع لم يتجاوز اليهودية من داخلها، وإنما سعى إلى تقويضها من موقع مفارق، وتأسست رسالته على قاعدة نقدية شاملة لليهود واليهودية، ولإله اليهود الذي ليس له سلطة على يسوع ولا على المؤمنين برسالته، على ما ورد في إنجيل يوحنا 14:30. اعتمد الكاتب في منهجه على مقاربة نقد-نصية، قرأ من خلالها نصوص الإنجيل بعيداً عن التفسيرات الرسمية كما اعتمد مقاربة تاريخية بحث من خلالها تاريخ الجليل، موطن يسوع، وتركيبه الثقافي والإثني، في محاولة للكشف عن أصول يسوع، وعن تكوينه الثقافي والديني. ثم أعطى بعد ذلك حيزاً للبحث في المسيحية الغنوصية، التي أسست لكنيسة واسعة الانتشار طرحت نفسها بديلاً عن كنيسة روما، وأحدثت قطيعة تامة مع التاريخ الديني اليهودي، وطابقت بين إله اليهود والشيطان.
There are no reviews yet.