كارل بوبر : مائة عام من التنوير – د. عادل مصطفى
د.ك5.500
يعد كارل بوبر واحداً من أهم فلاسفة العلم في القرن العشرين؛ إن لم يكن أهمهم على الإطلاق، ويعد فضلاً عن ذلك واحداً من أهم فلاسفة السياسة والاجتماع، ونصيراً مخلصاً للديموقراطية، وداعية للمجتمع المفتوح، وخصماً عنيداً لأعدائه على اختلاف مشاربهم، وللشمولية في جميع صورها وتجلياتها. آمن بوبر بقيمة العقل ودوره وقدرته، وتبني “النقد” منهجاً لعمل العقل وتقدم المعرفة، وناهض كل نزعة “ارتيابية” أو “إصلاحية” أو “نسبية” في العلم وفي الشؤون البشرية بعامة. ورد إلى الفلسفة مكانتها الرفيعة ومشروعها الطموح، بعد أن انقلبت على نفسها زمناً وكادت تتحول على يد الوضعيين وفلاسفة التحليل اللغوي إلى تابع ذليل للعلم، وضيف ثقيل على مائدة العلماء. ولأول مرة في تاريخ العلم الحديث، وبشكل غير مسبوق في تاريخ الممارسة العلمية، صرنا نرى كبار العلماء وأفذاذهم يتدافعون إلى مائدة أحد الفلاسفة ويتسابقون على التهام أعماله واستلهامها، ويفيدون من مناهجه واستبصاراته في نشاطهم الفعلي، ويدينون بالفضل فيما ظفروا ه من نجاح وفيما حققوه من كشوف. ولأول مرة في تاريخ السياسة الحديثة صرنا نرى أمماً عريقة كالصين، تأخذ بمنهج أحد الفلاسفة في تصحيح مسارها الانتصاري والسياسي، فتكتشف ذاتها الحقيقية، وتنشط من عقالها، وتنطلق انطلاق مارد من قمقمه. وصرنا نرى أمماً مجهدة مثل دول أوروبا الشرقية، تدرس فكره السياسي في معاهدها وتشرع في تطبيقه في بدايات بروزها من وراء الستار الحديدي، وصرنا نرى أمماً مزدهرة كاليابان تؤسس رابطة بوبرية لنشر فكره وتطويره من خلال نشرات ودوريات وبرامج تعليمية. إنه صورة مضيئة لثراء الفكر، ومثال حي لخصوبة الفلسفة وبؤس أعدائها.
There are no reviews yet.