نفط إيران – روجر هاورد

د.ك2.750

متوفر في المخزون

منذ تلك اللحظة الدرامية في ساعات الصباح الأولى من 26 أيار عام 1908 عندما أفاق الجيولوجي البريطاني جورج رينولدز فجأة في خيمته نتيجة رجفة في الأرض وصوت شيء يندفع بعنف إلى الخارج، كان النفط الإيراني، دائماً مادة سياسية بامتياز. وفي السنوات التي تلت اكتشافه في البقعة النائية المعروفة باسم مسجد سليمان، كانت احتياطات النفط تلك جائزة عالية القيمة اشترك لأجلها عدد كبير من الدول في ألعاب سياسية يائسة، وقاتل في معارك عسكرية قاسية، ولم يوفر جهداً في تصحيحه على الاستيلاء عليه أو إبقاء المنافسين بعيداً عنه. ووجد الجميع من مستكشفي الإمبراطورية البريطانية العظماء، إلى عملاء البلاشفة، وجواسيس النازية القساة، وشهداء الوطنية الإيرانية، ومتنافسي الحرب الباردة المريرة-بكل هؤلاء الذين كان بعضهم ظالماً وشريراً، والبعض الآخر حالماً ولطيفاً-مكاناً لهم في تلك القصة الفنية والساحرة التي تتناول النفط الإيراني. اليوم، بعد قرن تقريباً على اكتشافه، تقف احتياطات إيران الطبيعية الضخمة من النفط والغاز بثبات على المسرح السياسي الدولي. ولكن هذه ليست كل الحكاية، لأن العالم الخارجي يقاتبل بالأسنان والأظافر للسيطرة عليها، مثلما كان الأمر في الماضي. والآن تسمح ملكية هذه الثروة الطبيعية الهائلة لنظام طهران بتحدي النفوذ السياسي العالمي الذي تفرضه الولايات المتحدة. وربما لا يكون هذا التحدي قبلة الأنظار بعد، على العكس، كانت المواجهة مخفية بشكل رئيسي لغاية يومنا هذا، ولكنه بالتأكيد ينمو بسرعة ليحتل مركز الصدارة ما لم يحدث تحوّل سياسي دراماتيكي غير متوقع إما في طهران أو واشنطن، ويبدو أنه متجه ليحتل دوراً بالغ الأهمية على الساحة الدولية. هذا بالطبع، يعتبر تهديداً من نوع مختلف تماماً عن ذلك الذي يفترض أن يشكله نظام طهران على كل من أميركا والعالم الخارجي الواسع. وفي عصر يتزايد فيه خطر الكوارث النووية وعنف الإرهابيين، لا تستطيع إيران المعارصة الركون بصمت إلى ما يحدث حولها. وفي عيون أميركا، لطالما كانت إيران الراعي الرئيسي للإرهاب في العالم، فيما يعتبر برنامجها النووي، المخصص ظاهرياً لإنتاج الطاقة المدنية، يخفي وراءه سرّاً لإنتاج الرؤوس الحربية القادرة على ضرب ليس فقط المدن الآهلة بالسطان في جنوب أوروبا وإسرائيل، ولكن حقول النفط السعودية، ومسالك نقله عبر الخليج، والتي يعتمد عليها كل من الاقتصاديين الأميركي والعالمي بشكل واسع. وبالمقابل فإن تحدي إيران للولايات المتحدة لا يحمل أي تهديد عسكري، كما لا يمكن تصنيفه بأي حال من الأحوال على أنه عمل إرهابي، مهما كانت معاني ذلك التحدي، وتشكل إيران تحدياً لمصالح أميركا الأقل خطورة، وبالنسبة لأولئك الذين اعتادوا على رؤية التهديدات وفقاً لمعايير تقليدية فقط-يمكن اعتبارها بسهولة مماثلة لأي تهديد عسكري كانت الولايات المتحدة تواجهه في الحرب الباردة، وتستمر في مواجهته الآن من قبل شبكة القاعدة الإرهابية. هذا التحدي المعاصر للولايات المتحدة ليس سوى نتيجة لنفوذ سياسي يتوقف أصلاً على حاجة العالم المتزايدة للموارد التي تمتلكها إيران بمثل هذه الغزارة، فإن امتلاك مثل تلك المصادر يمنح بلا شك قوة ونفوذاً يتناسبان طرداً مع حاجة الآخرين لاقتنائها، وهذا يعني أن مقتنيات أي بلد من النفط لها آثار سياسية قوية بنفس الطريقة التي تؤثر بها أشياء أخرى عالية القيمة مثل الفكر أو الجمال، والتي تمنح قوة ونفوذاً لمالكها. هكذا تبدو صورة الأزمة الأمريكية الإيرانية لدى روجر هاورد، وهو يمضي في كتابه هذا في تحليلاته المعمقة والموضوعية ليصل إلى خلاصة وهي أن هناك سلسلة من الخيارات لدى أمريكا وإيران والتي يمكن أخذها بعين الاعتبار بدرجات متفاوتة من السهولة والصعوبة وهو يخلص أنه وفي هذه الحالة خاصة، يبقى السؤال حول قدرة واشنطن على تبديل موقعها السياسي لمواجهة التحدي النفط-سياسي من إيران مركزياً لأن مواجهة أولئك الذين يملكون أسباب القوة صعبة خصوصاً وأن الولايات المتحدة مقيدة بحواجز نفسية معينة مثل صعوبة إقامة علاقات تجارية مع نظام تصفه بنظام إرهابي، مختتماً القول بأن ذلك إنما هو الحاجز النفسي وليس النفط الإيراني الذي يمثل تحدياً جدياً لأميركا.

Buy it now
Brands:

Customers reviews

There are no reviews yet.

Be the first to review “نفط إيران – روجر هاورد”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مكتبة جليس

Search for products

Back to Top
Product has been added to your cart